.. كنا ثلاثة... أنا ، وهاني ، وأحلام.. وكان قدرنا أن نجتمع بعد التخرج في مستشفى ابن النفيس الذي كان يستقطب المتفوقين من الأطباء..
كنا يومها مندفعين متحمسين للمهنة التي أحببناها وآمنا بها ، وكنا نقبل على العمل بمتعة بالغة ، فنقوم بم يطلب منا ، وما لا يطلب ، ونُقْدم على أصعب الحالات ، لنصقل خبراتنا ، ونحقق ذواتنا ، ونثبت قدراتنا كأطباء متميزين..
وذات ليلة من ليالي الشتاء البارد ، كانت نوبتنا ـ نحن الثلاثة ـ في قسم الطوارئ ، وكان ليلة حافلة فلم نخلد إلى الراحة إلا في الساعة الخامسة صباحا ، فاتجهت أنا وهاني إلى غرفة الأطباء المقيمين ، وذهبت الدكتورة أحلام إلى غرفة الطبيبات المقيمات.
كنت في حالة إرهاق شديد ، فمنيت نفسي النفس بساعة من النوم أتخفف خلالها من التعب والإجهاد ، لأسمح بعدها لهاني بقسط مماثل ، لكن هاني ـ كعادته ـ وضعني أمام الأمر الواقع ، وأسرع فألقى بنفسه فوق السرير ، وراح في نومه غير عابئ بمحاولاتي لإثنائه.
وسمعت شخير هاني يتعالى ، فأدركت أنه لم يعد لي خيار ، وكان لابد أن أبقى مستيقظا ، استعداد لكل طارئ.
وغالبني النوم بقوة ، فهربت من النعاس إلى القراءة ، فلم تنجدني ، فلذت بالماء البارد ، وغسلت وجهي.
شعرت بشيء من النشاط ، لكن منظر هاني النائم بجواري ، كان يوهن عزيمتي ، ويحبط طل محاولاتي لمقاومة النعاس.
"ليس أفضل من قهوة العم درويش".
هكذا قلت في نفسي ، وأنا أفرك عينيَّ بشدة ، ثم حملت جهاو الإنذار الذي ينقل إلينا عادة نداءات الطوارئ ، ومضيت إلى العم درويش أنشد قهوته الساخنة اللذيذة.
وصلت إلى بداية الممر الذي يقوم في نهايته مقصف المستشفى المتواضع ، فلمحت الدكتورة أحلام وهي تجلس شارة ساهمة ، وقد نزلت مثلي لتدفن أرقها عند العم درويش نادل المقصف..
وارتحت لوجود أحلام ، لكني قررت بيني وبين نفسي ، ألا أترك ارتياحي يتمادى في الظهور ، لأكثر من سبب!..
ألقيت عليها تحية الصباح ، وقلت لها وأنا أرقب خيوط الفجر وهي تسلل من نافذة قريبة:
- لم أتوقع أن أجدك هنا ، لو كنت مكانك لخلدت إلى النوم بعد ليلة متعبة.
تساءلت في مرح:
- لماذا لم تنم إذا كنت متعبا إلى هذا الحد؟!
- أنام؟ وهل يترك هاني دورا لأحد؟
ابتسمت وقالت:
- علاقتك بهاني تثير دهشتي وإعجابي في آن واحد!
- لم أفهم!
- أنت وهاني نقيضان في الشخصية ، مختلفان تماما في الأفكار والطباع!
قلت لها منكرا:
- لا. لا. ليس إلى هذا الحد ، أنت تبالغين بعض الشيء.
علقت تدافع عن وجهة نظرها..
- قد أكون مبالغة ، لكنكما تبدوان لي هكذا..
- ومع هذا نثير إعجابك!..
- ما يثير إعجابي هو علاقة الود والصداقة التي تجمعكما ، فألمحها في أحاديثكما معا ، وفي دعابتكما الطريفة التي أستمتع بمتابعتها..
- نحن نجمان مضحكان إذن!!.
ضحكت وهي تشيح بيدها معتذرة ، ثم قالت:
- عفوا لم أقصد ، إنما أردت أن أقول إن علاقتكما من العلاقات اللطيفة التي أحبذها بين الأصدقاء..
قلت وأنا أقاوم التثاؤب الذي داهمني فجأة:
- أنا وهاني صديقان قديمان ، قضينا المرحلة الثانوية في مقعد واحد، ودخلنا كلية الطب معا ، وها نحن نعمل هنا معا ، جمعت بيننا الآمال والذكريات اللطيفة ، فتوطدت بيننا صحبة حميمة ، نحن مختلفان نعم لكن الود بيننا استطاع أن يطفو فوق كل خلاف..
وداهمني التثاؤب..
- لقد شغلنا الحديث ، ونسيت أن أطلب شيئا يساعدني على مقاومة النعاس.
والتفت إلى العم درويش:
-أبن قهوتك يا عم درويش؟ أدركني بفنجان من قهوتك السحرية اللذيذة..
أفاق العم درويش من كبوة قد ألمت به ، وهتف وهو ينهض في نشاط:
- تكرم عينك يا دكتور ، سوف أصنع لك فنجانا لن تنسى طعمه أبد الدهر.
ثم تابع بلهجته المرحة الغنية بالطيبة:
- قهوة عمك درويش ماركة عالمية لا تضاهى..
قالت أحلام وهي ترنو إلى العم درويش في ود:
- العم درويش فخور بقهوته!
وأردفت:
- هذا الرجل ، كم هو طيب ولطيف!
كانت أحلام تحب العم درويش كثيرا ، لم تكن وحدها تحبه ، كلنا كنا نحبه ونرتاح إليه.. حتى الدكتور مأمون صاحب المستشفى وجراح القلب المشهور ، كان كثيرا ما يهرب من أعبائه إلى مقصف العم درويش ، ليجلس معه ، يبثه همومه ومشاكله ، ويستمتع بأحاديثه اللطيفة التي تنساب إلى النفس في رفق ، وتمسح آلامها كالبلسم.
في شخصيته جانب مريح لطالما اختلفنا في تفسيره!.. البعض كاك يقول: بساطته ، آخرون كانوا يقولون: طيبته..
أحلام كانت تقول بأنه إنسان عاطفي يملك حسا مرهفا يستطيع من خلال تعابير وجهك ، ونظرات عينيك!..
هاني كان يقول مازحا: بأنه رجل يملك الحاسة العاشرة ويقصد الحاسة السادسة طبعا.
أما أنا فأعتقد أن الجانب المريح في شخصية العم درويش ، جانب مركب.. إنه مزيج من الطيبة والبساطة والصراحة الظرافة.. مزيج لطيف قد أضيف إليه ذكاء فطري حاد ، صقلته السنون ، وزادته تجاربها قدرة على فهم الناس والتقاط إحساساتهم الخفية ، ثمة شيء آخر كان يجعل العم درويش أشد إحساسا بالآخرين ، إنه المعاناة ، فالعم درويش يعاني من عدم الإنجاب ، تؤرقه الأبوة الجائعة إلى الأطفال ، كانوا يقولون: إن امرأته هي السبب ، وهكذا كانوا يقولون دائما عندما كان العقم يضرب أسرة ما!..
قالت أحلام فجأة بصوت كالهمس:
- ما رأيك بالعم درويش؟
- إنسان طيب.
- لو أنه أنجب ، لشعر أبناؤه بدفء وحنان لم يبذله أب لأبنائه!
- الحرمان يبعث في النفس رقة فريده.
صمتت مليا ثم قالت:
- هل أبوح لم بشيء؟
- تفضلي...
ترددت قليلا ، ثم قالت:
- أحيانا أتمنى لو كان العم درويش أبي!..
أدهشتني كلماتها ، وحرت في تفسيرها ، ووجدتني أسألها لأول مرة:
- أليس الوالد على.....
- بلى .. إنه حي يرزق..
- عذرا .. كلامك أوحى لي بالسؤال!..
ابتسمت في سخرية وقالت:
- لا يكفي للأب أن يكون أبا ، أن يكون على قيد الحياة!.
كلامها غامض وحزين ، أحسست أنها تمر بأزمة!.
- تبدين متعبة!.
- أبدا.
- بإمكانكِ أن تنامي إذا أردتِ.
- هل يضايقك وجودي؟
لسعني سؤالها ، أجبت كمن يدافع عن نفسه:
- أبدا.. أبدا.. كل ما في الأمر أني أريد راحتك.
- ليت النوم يريح ، لنمت ليل نهار.
- لستِ سعيدة فيما أرى!.
- أنت على حق.
- غريب!!.
- فيم الغرابة؟
- مبلغ علمي أنك تملكين أسباب السعادة.
- تقصد المال والثروة؟
- مثلا.
صمتت وأطرقت ، وزحفت الكآبة إلى عينيها. قالت في مرارة:
- عندما لا يملك الإنسان مالا ، يظن أن السعادة تكمن في المال والقصر والسيارة.. لكنه عندما يمتلك كل هذه الوسائل لا يجد السعادة فيها ، يشعر بالخيبة .. يشعر بالغربة .. يفقد ثقته بالحياة ، ولهذا ينتحر بعض الناس...
حديثها عن الانتحار لم يرحني! ساورني القلق .. لأول مرة أراها بهذه الكآبة ، وهذا الحزن!.. وأردت أن أخفف عنها ، لكني لم أعرف ماذا أقول؟!!..
وأقبل العم درويش بقهوته الشهية وهو يختال ، وما كاد يضعها أمامي حتى أطلق جهاز الإنذار إشارات متقطعة تدعونا للالتحاق بعيادات الطوارئ فهرعنا نلبي ، وكل غارق في أفكاره وأسراره!..
كنا يومها مندفعين متحمسين للمهنة التي أحببناها وآمنا بها ، وكنا نقبل على العمل بمتعة بالغة ، فنقوم بم يطلب منا ، وما لا يطلب ، ونُقْدم على أصعب الحالات ، لنصقل خبراتنا ، ونحقق ذواتنا ، ونثبت قدراتنا كأطباء متميزين..
وذات ليلة من ليالي الشتاء البارد ، كانت نوبتنا ـ نحن الثلاثة ـ في قسم الطوارئ ، وكان ليلة حافلة فلم نخلد إلى الراحة إلا في الساعة الخامسة صباحا ، فاتجهت أنا وهاني إلى غرفة الأطباء المقيمين ، وذهبت الدكتورة أحلام إلى غرفة الطبيبات المقيمات.
كنت في حالة إرهاق شديد ، فمنيت نفسي النفس بساعة من النوم أتخفف خلالها من التعب والإجهاد ، لأسمح بعدها لهاني بقسط مماثل ، لكن هاني ـ كعادته ـ وضعني أمام الأمر الواقع ، وأسرع فألقى بنفسه فوق السرير ، وراح في نومه غير عابئ بمحاولاتي لإثنائه.
وسمعت شخير هاني يتعالى ، فأدركت أنه لم يعد لي خيار ، وكان لابد أن أبقى مستيقظا ، استعداد لكل طارئ.
وغالبني النوم بقوة ، فهربت من النعاس إلى القراءة ، فلم تنجدني ، فلذت بالماء البارد ، وغسلت وجهي.
شعرت بشيء من النشاط ، لكن منظر هاني النائم بجواري ، كان يوهن عزيمتي ، ويحبط طل محاولاتي لمقاومة النعاس.
"ليس أفضل من قهوة العم درويش".
هكذا قلت في نفسي ، وأنا أفرك عينيَّ بشدة ، ثم حملت جهاو الإنذار الذي ينقل إلينا عادة نداءات الطوارئ ، ومضيت إلى العم درويش أنشد قهوته الساخنة اللذيذة.
وصلت إلى بداية الممر الذي يقوم في نهايته مقصف المستشفى المتواضع ، فلمحت الدكتورة أحلام وهي تجلس شارة ساهمة ، وقد نزلت مثلي لتدفن أرقها عند العم درويش نادل المقصف..
وارتحت لوجود أحلام ، لكني قررت بيني وبين نفسي ، ألا أترك ارتياحي يتمادى في الظهور ، لأكثر من سبب!..
ألقيت عليها تحية الصباح ، وقلت لها وأنا أرقب خيوط الفجر وهي تسلل من نافذة قريبة:
- لم أتوقع أن أجدك هنا ، لو كنت مكانك لخلدت إلى النوم بعد ليلة متعبة.
تساءلت في مرح:
- لماذا لم تنم إذا كنت متعبا إلى هذا الحد؟!
- أنام؟ وهل يترك هاني دورا لأحد؟
ابتسمت وقالت:
- علاقتك بهاني تثير دهشتي وإعجابي في آن واحد!
- لم أفهم!
- أنت وهاني نقيضان في الشخصية ، مختلفان تماما في الأفكار والطباع!
قلت لها منكرا:
- لا. لا. ليس إلى هذا الحد ، أنت تبالغين بعض الشيء.
علقت تدافع عن وجهة نظرها..
- قد أكون مبالغة ، لكنكما تبدوان لي هكذا..
- ومع هذا نثير إعجابك!..
- ما يثير إعجابي هو علاقة الود والصداقة التي تجمعكما ، فألمحها في أحاديثكما معا ، وفي دعابتكما الطريفة التي أستمتع بمتابعتها..
- نحن نجمان مضحكان إذن!!.
ضحكت وهي تشيح بيدها معتذرة ، ثم قالت:
- عفوا لم أقصد ، إنما أردت أن أقول إن علاقتكما من العلاقات اللطيفة التي أحبذها بين الأصدقاء..
قلت وأنا أقاوم التثاؤب الذي داهمني فجأة:
- أنا وهاني صديقان قديمان ، قضينا المرحلة الثانوية في مقعد واحد، ودخلنا كلية الطب معا ، وها نحن نعمل هنا معا ، جمعت بيننا الآمال والذكريات اللطيفة ، فتوطدت بيننا صحبة حميمة ، نحن مختلفان نعم لكن الود بيننا استطاع أن يطفو فوق كل خلاف..
وداهمني التثاؤب..
- لقد شغلنا الحديث ، ونسيت أن أطلب شيئا يساعدني على مقاومة النعاس.
والتفت إلى العم درويش:
-أبن قهوتك يا عم درويش؟ أدركني بفنجان من قهوتك السحرية اللذيذة..
أفاق العم درويش من كبوة قد ألمت به ، وهتف وهو ينهض في نشاط:
- تكرم عينك يا دكتور ، سوف أصنع لك فنجانا لن تنسى طعمه أبد الدهر.
ثم تابع بلهجته المرحة الغنية بالطيبة:
- قهوة عمك درويش ماركة عالمية لا تضاهى..
قالت أحلام وهي ترنو إلى العم درويش في ود:
- العم درويش فخور بقهوته!
وأردفت:
- هذا الرجل ، كم هو طيب ولطيف!
كانت أحلام تحب العم درويش كثيرا ، لم تكن وحدها تحبه ، كلنا كنا نحبه ونرتاح إليه.. حتى الدكتور مأمون صاحب المستشفى وجراح القلب المشهور ، كان كثيرا ما يهرب من أعبائه إلى مقصف العم درويش ، ليجلس معه ، يبثه همومه ومشاكله ، ويستمتع بأحاديثه اللطيفة التي تنساب إلى النفس في رفق ، وتمسح آلامها كالبلسم.
في شخصيته جانب مريح لطالما اختلفنا في تفسيره!.. البعض كاك يقول: بساطته ، آخرون كانوا يقولون: طيبته..
أحلام كانت تقول بأنه إنسان عاطفي يملك حسا مرهفا يستطيع من خلال تعابير وجهك ، ونظرات عينيك!..
هاني كان يقول مازحا: بأنه رجل يملك الحاسة العاشرة ويقصد الحاسة السادسة طبعا.
أما أنا فأعتقد أن الجانب المريح في شخصية العم درويش ، جانب مركب.. إنه مزيج من الطيبة والبساطة والصراحة الظرافة.. مزيج لطيف قد أضيف إليه ذكاء فطري حاد ، صقلته السنون ، وزادته تجاربها قدرة على فهم الناس والتقاط إحساساتهم الخفية ، ثمة شيء آخر كان يجعل العم درويش أشد إحساسا بالآخرين ، إنه المعاناة ، فالعم درويش يعاني من عدم الإنجاب ، تؤرقه الأبوة الجائعة إلى الأطفال ، كانوا يقولون: إن امرأته هي السبب ، وهكذا كانوا يقولون دائما عندما كان العقم يضرب أسرة ما!..
قالت أحلام فجأة بصوت كالهمس:
- ما رأيك بالعم درويش؟
- إنسان طيب.
- لو أنه أنجب ، لشعر أبناؤه بدفء وحنان لم يبذله أب لأبنائه!
- الحرمان يبعث في النفس رقة فريده.
صمتت مليا ثم قالت:
- هل أبوح لم بشيء؟
- تفضلي...
ترددت قليلا ، ثم قالت:
- أحيانا أتمنى لو كان العم درويش أبي!..
أدهشتني كلماتها ، وحرت في تفسيرها ، ووجدتني أسألها لأول مرة:
- أليس الوالد على.....
- بلى .. إنه حي يرزق..
- عذرا .. كلامك أوحى لي بالسؤال!..
ابتسمت في سخرية وقالت:
- لا يكفي للأب أن يكون أبا ، أن يكون على قيد الحياة!.
كلامها غامض وحزين ، أحسست أنها تمر بأزمة!.
- تبدين متعبة!.
- أبدا.
- بإمكانكِ أن تنامي إذا أردتِ.
- هل يضايقك وجودي؟
لسعني سؤالها ، أجبت كمن يدافع عن نفسه:
- أبدا.. أبدا.. كل ما في الأمر أني أريد راحتك.
- ليت النوم يريح ، لنمت ليل نهار.
- لستِ سعيدة فيما أرى!.
- أنت على حق.
- غريب!!.
- فيم الغرابة؟
- مبلغ علمي أنك تملكين أسباب السعادة.
- تقصد المال والثروة؟
- مثلا.
صمتت وأطرقت ، وزحفت الكآبة إلى عينيها. قالت في مرارة:
- عندما لا يملك الإنسان مالا ، يظن أن السعادة تكمن في المال والقصر والسيارة.. لكنه عندما يمتلك كل هذه الوسائل لا يجد السعادة فيها ، يشعر بالخيبة .. يشعر بالغربة .. يفقد ثقته بالحياة ، ولهذا ينتحر بعض الناس...
حديثها عن الانتحار لم يرحني! ساورني القلق .. لأول مرة أراها بهذه الكآبة ، وهذا الحزن!.. وأردت أن أخفف عنها ، لكني لم أعرف ماذا أقول؟!!..
وأقبل العم درويش بقهوته الشهية وهو يختال ، وما كاد يضعها أمامي حتى أطلق جهاز الإنذار إشارات متقطعة تدعونا للالتحاق بعيادات الطوارئ فهرعنا نلبي ، وكل غارق في أفكاره وأسراره!..
No comments:
Post a Comment