Sunday, March 7, 2010

البحث عن امرأة مفقودة - الفصل الخامس عشر

"محكمة.."



ضج الكون فجأة بهذه الكلمة ، وارتج لها حتى كاد يميد ، وانتشر دويها القاصف كالرعد في الآفاق المترامية ، فامتدت أصداؤها إلى ما لا نهاية ، حتى خفتت وتلاشت ، وحل مكانها صمت رهيب مثقل بالخوف والقلق والرعب..


ـ "هل هي القيامة المنتظرة قد قامت في غفلة من البشر؟.."


والتفتُّ حولي كالمأخوذ! هذه دنيا غير الدنيا!.. عالم عجيب كل ما فيه غريب غير مألوف. الغيوم تحيط بالمكان كالجبال ، وقد حجبت خلفها كل معالم الكون المألوفة!.. والسماء فوقنا ليست هي السماء.. إنها قبة هائلة من الضباب الكثيف المفعم بالغموض.. والأرض تحتنا!. أين الأرض؟.. لكأني أقف فوق فراغ ، مدفوعا إلى الأعلى بقوة مجهولة كدافعة أرخميدس!..


وشعرت بجسمي يتأرجح كريشة معلقة في الهواء ، وتساءلت في نفسي وأنا أرقب جسدي وهو يترنح فوق الفراغ بلا وزن : "أأنا في رحلة فضائية أجوب أعماق الكون السحيقة؟!!"..


وانتبهت فجأة إلى أني لست وحدي! ها هي أحلام تقف بجانبي ، وهي تتلفت حولها مبهورة.. وذاك هو هاني يقف قريبا مني وقد أغمض عينيه في خشوع ، ورفع كفيه إلى السماء في ضراعة ، وراح يسأل الله العفو والمغفرة ، وذلك هو الأستاذ سعيد وقد شخص ببصره الحائر إلى قمم الغيوم الشاهقة التي أحاطت بالمكان كأسوار سجن عظيم..


والناس.. الناس حولنا قد ارتصوا في كتلة واحدة ، وشخصوا بأبصارهم في كل اتجاه ، يرمقون المكان بعيون قلقة وقلب واجف..


ـ "محكمة!"..


وعادت الصرخة الهائلة تدوي في أرجاء الكون ، فخفق الهلع في القلوب وجمدت العيون في المحاجر ، وراحت تحملق في ذعر ، وكأنها ترقب مجهولا مخيفا قد فغر فاه ليبتلعها ويغيبها في جوفه العظيم.


وهتف هاتف : "انظروا هناك!.." فاتجهت الأبصار الخائفة المترقبة إلى كائنات بيضاء تحلق في الفضاء ، وقد سدت الأفق بأسرابها الكثيفة ، وجعلت تقترب في هدوء ، ولم تلبث هوية هذه الكائنات الغريبة أن انكشفت ، فسرت في جموع الناس همهمة غامضة ، ولغط كبير ، عندما تبين لهم أن هذه المخلوقات الطائرة ، ما هي إلا أسراب هائلة من الأطفال المجنحين..


وحط الأطفال المجنحون فوق ذرى الغيوم المحيطة بنا ، وضربوا حولنا حصارا محكما ، بينما حلقت فوقنا مجموعة منهم ، يتقدمها طفل يضع فوق رأسه تاجا أحمر بلون الدم.. طفل أذكر أني رأيته من قبل!.. آه.. إنه أحد الأطفال الذين ذهبوا ضحية لحادث باص الأطفال!..


التفت إلى أحلام وقلت وأنا أشير إلى الطفل المتوج:


ـ هل تعرفين هذا الطفل ياأحلام؟..


قالت أحلام والدموع تغرق عينيها الوادعتين:


ـ وكيف أنساه يا صلاح.. لقد أسدلت جفنيه بيدي هاتين!..


سألتها وأنا غارق في الحيرة والذهول:


ـ هل قامت القيامة فعلا ، وبعث الناس من جيد؟


همست أحلام بنبرة واهنة:


ـ لقد قامت في غمضة عين!..


وقال هاني وهو يهز رأسه في حسرة وندم:


ـ ليتني قضيت العمر فيما يفيد.. إذا لم يغفر لنا الله ذنوبنا ، ويشملنا برحمته ، فسنواجه نهاية فظيعة..


ثم أردف وهو يرتعش:


ـ سوف تشوى أجسادنا في نار جهنم يا جماعة.. ألم تسمعوا بالنار؟..


حك الأستاذ سعيد ذقنه متفكرا ، وقد استفز الموقف الغامض كل حواسه ، ثم قال:


ـ لا أظن أنها القيامة!.. فللقيامة أشراط ومقدمات لم تتحقق بعد.. أعتقد أنها حرب النجوم الملعونة قد دمرت الكون ، وحشرت ما تبقى من البشر في هذه المكان..


قلت له:


ـ وهؤلاء الأطفال المجنحون الذين يحلقون فوقنا كالعصافير ، من أين انبثقوا. وكيف نبتت لهم هذه الأجنحة البيضاء القوية التي يطيرون بها؟


وعقبت أحلام:


ـ عذرا يا أستاذ سعيد ، أنا لا أوافقك الرأي ، إنها القيامة المرتقبة ، وقد حان موعدها ، والدليل على قيامها هؤلاء الأطفال الذين بعثوا من جيد ، وعادت إليهم الروح ، بعد أن ماتوا بين أيدينا في غرفة العمليات!..


قال الأستاذ سعيد ساخرا:


ـ إذا كانت القيامة قد قامت فعلا ، فسوف يواجه أبوك مصيرا أسود لا يحسد عليه.


صاحت به أحلام غامضة:


ـ انشغل بمصيرك أيها العجوز ، وكُفَّ عن التجريح بوالدي ، تكفيك إساءاتك البالغة له في الحياة الدنيا!.


وعاد الصوت الهائل يهدر من جديد..


ـ "محكمة!"..


عرفنا أخيرا مصدر الصوت ، إنه أحد الأطفال المجنحين ، ولكن!.. ما بال صوته الطفولي هادر مجلجل إلى هذا الحد؟.. هل يساعد الفراغ الكوني على تضخيم الأصوات؟!.. وهذه الكلمة التي رددها للمرة الثالثة ، ماذا تعني؟.. محكمة؟!.. هل نحن متهمون تجب محاكمتنا؟ أم أنا متفرجون حشرنا القاضي في هذا الكون الغريب ، لنشاهد أحداث محاكمة غامضة ستجري؟.. ورحنا نرقب الموقف في دهشة وفضول مشفوع بالهواجس والمخاوف..


اقتلعت مجموعة من الأطفال المجنحين قطعة من الغيوم ، وطارت بها نحو الطفل المتوج ، فصفق بجناحيه ، وحط فوقها بهدوء ، ووقف يرمقنا من علٍ بنظرات صارمة مستطلعة فاحصة ، وكأنه قائد منتصر يستعرض أسراه!..


وهمس هاني كمن اكتشف شيئا مثيرا:


ـ الآن فهمت كل شيء!.. إنها مسرحية أطفال!.. نعم مسرحية أطفال!..


ثم وهو ينظر حوله كمن يبحث عن شيء:


ـ لكني لا أرى المخرج!.. أين هو حتى أشكره على هذه المسرحية الرائعة التي تأخذ بالألباب؟


لوى الأستاذ سعيد شفتيه في حيرة وقال:


ـ إذا كان ما يجري أمامنا مسرحية أطفال ، فهذا يعني أن مسرح الطفل في بلادنا قد خرج من أزمته ، وتطور تطورا مدهشا يستحق التقدير ، سأفرد عددا خاصا عن هذا الموضوع..


قلت وقد أوحى لي هذا التفسير بفكرة مثيرة:


ـ لا.. لا.. هذه ليست مسرحية أطفال ، إنها فلم أطفال عربي يضاهي بمستواه أفلام الأطفال الأمريكية والغربية ، هذا أول فلم عربي يبرع في توظيف الخدع السنمائية ، وينجح في إطلاق خيال الأطفال..


قال الأستاذ سعيد وهو يشير إليَّ بسبابته في شك:


ـ لست معك في هذا يا صديقي.. لا يمكن أن يكون هذا فلما عربيا للأطفال ، ولا حتى تمثيلية تلفزيونية.. لقد استأثر الكبار في بلادنا بهاتين الوسيلتين الخطيرتين ، ووظفوهما لتسليتهم وإرضاء أنانيتهم ، وتركوا أطفالهم فريسة لأفلام الأطفال المستوردة ، ومسلسلات الكرتون التجارية التي تجذب الأطفال بالإثارة الفارغة ، والعنف المريض..


هتفت أحلام في احتجاج غاضب:


ـ لقد ذهبتم بعيدا يا سادة.. المسرحيات والأفلام لا يؤديها أطفال قتلى أو أشباح!..


ثم التفتت إليَّ وقالت:


ـ وأنت يا صلاح.. تأمل وجه هذا الطفل المتوج الذي يقف فوق غيمته ، وبرمقنا بعيني صقر ، ألم تقل لي بأنك قد عرفته؟ أم أن ما يجري قد أفقدك قدرتك على التركيز؟!..


دلكت جبيني بأنامل أصابعي المشدودة ، ورحت أتأمل وجه الطفل وأنا أعتصر ذاكرتي بقوة..


قلت لأحلام بنبرة شك:


ـ أأنا قلت بأني أعرف هذا الطفل؟!.. لا أذكر أني قلت شيئا كهذا!..


شهقت أحلام ، وفغرت فمها مشدوهة ، وهي تنظر إليَّ نظرة غامضة قرأت فيها ريبة واتهاما ، وأرادت أن تقول شيئا ، لكن صوتا مباغتا اقتحم علينا حوارنا ، فالتفتنا مستطلعين..


ـ أتنساني بهذه السرعة يا دكتور؟ ألا تذكر هذا الوجه عندما كان مضرجا بدمه؟


ويلكم أيها الكبار من أنفسكم.. لقد أدمنتم على النسيان حتى أمسى خبزكم ، تريدون لو تنسوا حتى أسماءكم..


سرت في جسدي رعشة ، وأيقظت نبراته العاتبة حزنا مكبوتا داخلي فبكيت ، وكان هاني يراقب ما يدور ، فقال بعد أن سمع الطفل يذكرنا بنفسه:


ـ إنها القيامة إذن ، ولا شيء غير القيامة ، ليتني عبدت الله حق العبادة!..


وجاءنا الصوت عميق من الخلف ، فاستقر في أسماعنا كالقذيفة:


ـ هكذا أنتم أيها البشر ، لا تذكرون الله إلا في الملمات ، أين كان الله في حياتكم عندما كنتم قادرين على طاعته؟.. انتظروا مصيركم أيها الناس ، فاليوم تنصب موازين الحق ، ويلقى كل فرد منكم جزاءه العادل..


هتف هاني وهو يصيخ السمع:


ـ أسمعتم ، هذا هو صوت جبريل!.. جبريل الذي حمل رسالات ربه إلى الأرض ، فرفضناها ، ونسيناها..


قال الأستاذ سعيد وهو يفرك يديه فرحا:


ـ لقد انتظرت هذا اليوم طويلا لأرى الظالمين وهم عراة من كل قوة..


ثم تلفت حوله وتساءل في حيرة:


ـ ولكن.. أين فرعون ، وكسرى , وقيصر؟.. أين بلفور وبن غوريون وهتلر؟.. أين ستالين وجونسون وسوموزا؟.. أين؟..


ولم يكد يكمل حتى عاد الصوت المجلجل الهادر يطرق الأسماع ويزلزل القلوب:


ـ "محكمة!"..


ساد صمت وسكون ، وتعلقت العيون بالطفل المتوج ، وتلهفت الأسماع لمعرفة ما سيصدر عنه ، لكنه لم ينبس ، وراح يسدد إلينا نظرات قاسية وكأننا مجرمو حرب، وطال صمته ، فسرى الرعب في النفوس ، وأيقنا بالهلاك ، خرج الطفل المتوج عن صمته أخيرا وقال:


ـ باسم الأطفال المضطهدين والمهمَلين والمقتولين ظلما وعدوانا ، باسم الأطفال الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة ، أفتتح اليوم محكمة الأطفال الكونية ، لينال الكبار جزاءهم العادل على ما اقترفوه في حق الصغار من جرائم ، وأخطاء..


أفلتت من هاني ضحكة هستيرية عالية ، ثم قال:


ـ لا تقنعوني بعد الآن ، هذه ليست القيامة ، إنها مسرحية أطفال ، مسرحية رائعة من أنجح المسرحيات التي شاهدتا في حياتي..


ثم أخذ يصفق ويهتف في حبور:


ـ (برافو)..(برافو)..


قلت لهاني ، وقد أرهقتني ثرثرته:


ـ أرجوك يا هاني ، اصمت ودعنا نفهم ما يجري..


أدخل هاني سبابته في زاوية فمه ، وأطلق صفيرا مزعجا ظل صداه يتردد مدة ، ثم قال وهو يعود إلى التصفيق:


ـ ارحمني من ملاحظاتك السخيفة الآن ، ودعني أعبر عن إعجابي بهذه الرائعة الفنية التي تفوق كل ما أبدعه الكتاب من مسرحيات وقصص وروايات..


طار الطفل إلى هاني ، وقال له بلهجة متوعدة ، وهو يمسك بناصيته:


ـ إذا لم تلتزم الهدوء أيها الكبير المشاغب ، فسوف أحكم عليك بالحرمان من الإنجاب مدى الحياة..


بهت هاني وانتابه الهلع ، فربط التهديد لسانه ولاذ بالصمت..


عاد الطفل ذو التاج الأحمر إلى مكانه ، ونادى في أصحابه:


ـ فلتتقدم هيئة المستشارين..


تقدمت مجموعة من الأطفال المجنحين ، ووقفت فوق الغيمة التي يقف عليها الطفل المتوج..


قال الطفل المتوج ، وهو يشير إلى الأطفال الذين انضموا إليه:


ـ هؤلاء الأطفال هم القضاة الذي سيساعدوني في إصدار الأحكام العادلة ، وقد اخترتهم من بين آخر الأطفال الضحايا الذين قتلتهم الكبار على الأرض..


الطفل الأول مات جوعا في الصومال..


والثاني قتل بقذيفة حمقاء ألقيت عليه أثناء حرب من حروب الأشقاء الأعداء..


والثالث مات ضحية لجهل أم حرمت ابنها من التطعيم ضد الأمراض السارية..


والرابع قتله طبيب محترف في رحم أمه تنفيذا لرغبة الأم التي قررت إجهاض جنينها ، وحرمانه من حقه في الحياة..


أما أنا ، فقد كنت أحد ضحايا مجزرة دامية كان وراءها شاب أرعن قاد سيارته دون أدنى شعور بالمسؤولية ، فصدم بها باص المدرسة الذي كنت أستقله أنا وأصحابي ، وحولنا إلى أشلاء..


همست أحلام:


ـ ألم أقل لكم؟ إنه أحد ضحايا باص الأطفال..


قال هاني محذرا:


ـ اصمتي يا أحلام ، فقد يعاقبك قاضي الأطفال بعدم الإنجاب..


انتبه قاضي الأطفال إلى هاني وهو يخاطب أحلام ، فتعكرت ملامحه بحمرة الغضب..


هتف وهو بشير إلى هاني بسبابته:


ـ أنت.. أيها المشاغب الكبير ،لقد أنذرتك ، ووجب عليك العقاب..


ركع هاني على ركبتيه فَرَقاً وصاح متوسلا في ضراعة:


ـ الرحمة أيها القاضي.. لم أكن أقصد الشغب..


أشار القاضي الصغير لأتباعه من الأطفال المجنحين بحركة من رأسه ، ففهمنا للتو بأنه قد أصدر حكمه الصارم ، وسرعان ما انقضت الكائنات المجنحة على هاني ، وقبضت عليه ، وكادت تطير به ، فتشبثنا به ، ورحنا بشده إلينا ، ونحن نرجو القاضي الصغير أن يرحمه ويعفو عنه ، وصاحت أحلام وهي تبكي بمرارة:


ـ أنا السبب أيها القاضي.. أنا التي بدأته بالكلام.. عاقبني أنا إذا شئت..


وأردفت متوسلا:


ـ أرجوك أيها القاضي.. امنحه الفرصة الأخيرة..


أشاح القاضي المجنح بوجهه عنا ، وقال:


ـ أنتم لا تمنحون الأطفال فرصتهم ، وليس من العدل أن تنالوا أية فرصة..


قلت للقاضي الصغير في محاولة أخيرة لإثنائه عن عزمه:


ـ لكن هاني كان من الأطباء الذين شاركوا في إنقاذ أصدقائك من الجرحى ، وقد بذل في سبيل إنقاذهم كل مستطاع..


التفت القاضي الصغير إليَّ ، ورماني بنظرات قاسية زرعت قلبي بالخوف ، ثم قال بلهجة ثائرة:


ـ اعلموا أيها الكبار أن الظلم الذي يوقعه بعضكم بالأطفال ، لن يعود بالنتائج الوخيمة على من ظلمهم فقط ، بل إن نتائجة المدمرة ستطال البقية الطبية منكم ، وستدمر ثورة الأطفال حياتكم ، وتحولها إلى شقاء..


ثم أردف وهو يشيح بوجهه عني ثانية:


ـ عندما تشوهون أرواحنا الصغيرة ، بالتربية الخاطئة والممارسات الرعناء ، فيجب أن تنتظروا منا كل شيء..


ثم صمت القاضي الصغير ، وهز رأسه بإيماءة صارمة ، فانتزع أتباعه هاني منا ، وطاروا به بعيدا..


وجعلت أصرخ وأنادي ملتاعا:


ـ هاني.. هاني..


ولم ألبث أن شعرت بيد هاني وهي تهزني برفق ، فاستيقظت من حلمي العصيب ، ورحت أفرك عيني ، وأنا ألهث ، ثم نظرت حولي في قلق ، وكأني أطمئن على العالم قبل أن ينهار!..


قال هاني وهو يبتسم في دهشة:


ـ هل كان حلما جميلا؟


تنفست الصعداء ، وقلت:


ـ بل كان كابوسا مزعجا!..


صفعني هاني بالوسادة ، وقال:


ـ ظننتك تناديني في الحلم من أجل شيء بهيج!..


استرخيت على السرير ورحت أسترجع الحلم الذي رأيت ، فضحكت بعد أن تذكرت كل ما كان ، وقلت لهاني وأنا غارق في الضحكات:


ـ تصور يا هاني.. أنت محكوم عليك بعدم الإنجاب!..


ـ أنا؟ من الذي أصدر الحكم؟..


رئيس محكمة الثورة!..


ـ اقترب هاني مني ، ووضع يده على جبهتي ، ثم قال:


ـ حرارتك طبيعية!.. عن أي ثورة تتحدث؟!..


أجبته وأنا أوغل في الضحك:


ـ ثورة الأطفال!..


ـ ثورة الأطفال؟!..


ـ ألا ثصدق؟..


ـ هذه أول مرة أراك تضحك في أوقات الجد!..


لسعتني ملاحظة هاني ، تذكرت فجأة ضحايا باص المدرسة ، فغارت الضحكات من وجهي ، وحل مكانها هم وقلق على مصير البقية الباقية من الأطفال..


No comments:

Post a Comment