انتهت الدكتورة أحلام من معالجة الطفلة ، وكتبت تقريرا مفصلا حول حالتها الصحية ، أبلغت الشرطي الذي حمَّلته التقرير ، بأن الطفلة بحاجة إلى بعض الرعاية قبل تحويلها إلى الملجأ..
كانت آثار الحزن والإرهاق بادية عليها ، جلست كالمنهكة ، وأطرقت في كآبة ، ثم راحت في تأمل عميق..
قلت لها:
ـ بإمكانك أن ترتاحي إذا أردتِ..
همست بنبرة واهنة:
ـ اذهب أنت ، سأبقى هنا حتى نهاية الدوام.
ـ كيف حال الطفلة؟
ـ تشكو من بعض المغص ، البرد أثر فيها..
ـ الجاني ترك مع الطفلة مبلغا من المال!..
ـ كيف عرفت؟
ـ سألت الشرطي.
ـ ابتسمت أحلام ابتسامة ساخرة ، ثم قالت:
ـ ما زال بعض الأغبياء يظنون أن المال يمكن أن يكون بديلا للحنان..
قلت وأنا أمضي:
ـ إذا احتجتِ لشيء ، فأنا فوق.
كان النوم قد طار من أجفاني ، لكني شعرت بحاجة ماسة لأن أكون وحدي ، توجهت إلى غرفتي فوجدت هاني ما زال نائما ، ألقيت نفسي على السرير ، ورحت أفكر في هذه الطفلة المسكينة التي كانت والشقاء توأمين في رحم واحد..
وانتبهت لهاني وهو يتقلب على فراشه ، ثم ما لبث أن أفاق وقال وهو يفرك عينيه بظاهر سبابتيه:
ـ نمت كثيرا؟..
ـ اسأل نفسك..
ـ هل من جديد؟
ـ طفلة لقيطة.
سأل وقد توقفت أصابعه عن العبث بشعره:
ـ ماذا؟..
ـ طفلة لقيطة وجدت عند الفجر ملقاة في حديقة جامع الإخلاص القريب من هنا..
قال وهو يعاود الاستلقاء:
ـ يبدو أن أمها غير مدربة!..
ـ مدربة؟!..
ـ أقصد أنها لا تتقن فنون منع الحمل..
ـ ما الذي أودى بنا إلى هذا الانحدار؟..
ـ ما أدراني.. أنا لا أفكر في الأسباب مثلك ، أكتفي بالسماع..
خالي محام ، وأنا مغرم بحكاياته البوليسية..
قلت وقد غاظني البرود الذي استقبل به هاني الخبر:
ـ هل يكفي أن تستمتع بما يحدث؟..
ـ ماذا نفعل؟
ـ هذا يحيرني!
قال وهو ينفض عنه الغطاء:
ـ يبدو عليك التعب ، خذ قسطا من النوم..
ـ لا أشعر بالنعاس..
ـ لماذا أنت مهموم هكذا؟..
ـ منظر الطفلة اللقيطة يعذبني..
ـ تبدو روما نسيا هذا الصباح!..
ـ أنت لم ترها يا هاني..
ـ ولا أريد أن أراها ، هذه الحوادث تبعث في نفسي القرف..
ـ ما يحيرني أن عمر الطفلة يبلغ بضعة شهور ، يزيد عن أربعة شهور..
ـ أربعة شهور؟! الحكاية فيها (إنَّ)!..
ـ أريد أن أعرف هذا (الإنَّ)؟..
قال هاني وهو يبتسم:
ـ فضولك الجارف يدهشني ، دائما تريد أن تعرف كل شيء..
ـ وأنت؟.. ألا تريد أن تعرف؟!..
ـ أنا يا صديقي أحب المعلومات الجاهزة ، قصة في رواية ، تحقيق في صحيفة ، دراسة في مجلة ، أمي تقدم لي الفواكه دائما مقشرة ، والجامعة لم تكلفنا يوما بإجراء بحث أو دراسة ، دائما تطالبنا بحفظ المعلومات..
لا أدري من تسربت إليك لوثة البحث والتنقيب؟ ، لعلك من أحفاد الرازي أو ابن سينا!..
ضحكت رغما عني ، كلام هاني فيه ظرافة وعمق ، وسمعته يقول:
ـ حاول أن تنسى يا صديقي ، فلا شيء في هذه الحياة يهم..
أجبته وأنا ساهم:
ـ لا أصدق أنك تعني ما تقول!..
كانت آثار الحزن والإرهاق بادية عليها ، جلست كالمنهكة ، وأطرقت في كآبة ، ثم راحت في تأمل عميق..
قلت لها:
ـ بإمكانك أن ترتاحي إذا أردتِ..
همست بنبرة واهنة:
ـ اذهب أنت ، سأبقى هنا حتى نهاية الدوام.
ـ كيف حال الطفلة؟
ـ تشكو من بعض المغص ، البرد أثر فيها..
ـ الجاني ترك مع الطفلة مبلغا من المال!..
ـ كيف عرفت؟
ـ سألت الشرطي.
ـ ابتسمت أحلام ابتسامة ساخرة ، ثم قالت:
ـ ما زال بعض الأغبياء يظنون أن المال يمكن أن يكون بديلا للحنان..
قلت وأنا أمضي:
ـ إذا احتجتِ لشيء ، فأنا فوق.
كان النوم قد طار من أجفاني ، لكني شعرت بحاجة ماسة لأن أكون وحدي ، توجهت إلى غرفتي فوجدت هاني ما زال نائما ، ألقيت نفسي على السرير ، ورحت أفكر في هذه الطفلة المسكينة التي كانت والشقاء توأمين في رحم واحد..
وانتبهت لهاني وهو يتقلب على فراشه ، ثم ما لبث أن أفاق وقال وهو يفرك عينيه بظاهر سبابتيه:
ـ نمت كثيرا؟..
ـ اسأل نفسك..
ـ هل من جديد؟
ـ طفلة لقيطة.
سأل وقد توقفت أصابعه عن العبث بشعره:
ـ ماذا؟..
ـ طفلة لقيطة وجدت عند الفجر ملقاة في حديقة جامع الإخلاص القريب من هنا..
قال وهو يعاود الاستلقاء:
ـ يبدو أن أمها غير مدربة!..
ـ مدربة؟!..
ـ أقصد أنها لا تتقن فنون منع الحمل..
ـ ما الذي أودى بنا إلى هذا الانحدار؟..
ـ ما أدراني.. أنا لا أفكر في الأسباب مثلك ، أكتفي بالسماع..
خالي محام ، وأنا مغرم بحكاياته البوليسية..
قلت وقد غاظني البرود الذي استقبل به هاني الخبر:
ـ هل يكفي أن تستمتع بما يحدث؟..
ـ ماذا نفعل؟
ـ هذا يحيرني!
قال وهو ينفض عنه الغطاء:
ـ يبدو عليك التعب ، خذ قسطا من النوم..
ـ لا أشعر بالنعاس..
ـ لماذا أنت مهموم هكذا؟..
ـ منظر الطفلة اللقيطة يعذبني..
ـ تبدو روما نسيا هذا الصباح!..
ـ أنت لم ترها يا هاني..
ـ ولا أريد أن أراها ، هذه الحوادث تبعث في نفسي القرف..
ـ ما يحيرني أن عمر الطفلة يبلغ بضعة شهور ، يزيد عن أربعة شهور..
ـ أربعة شهور؟! الحكاية فيها (إنَّ)!..
ـ أريد أن أعرف هذا (الإنَّ)؟..
قال هاني وهو يبتسم:
ـ فضولك الجارف يدهشني ، دائما تريد أن تعرف كل شيء..
ـ وأنت؟.. ألا تريد أن تعرف؟!..
ـ أنا يا صديقي أحب المعلومات الجاهزة ، قصة في رواية ، تحقيق في صحيفة ، دراسة في مجلة ، أمي تقدم لي الفواكه دائما مقشرة ، والجامعة لم تكلفنا يوما بإجراء بحث أو دراسة ، دائما تطالبنا بحفظ المعلومات..
لا أدري من تسربت إليك لوثة البحث والتنقيب؟ ، لعلك من أحفاد الرازي أو ابن سينا!..
ضحكت رغما عني ، كلام هاني فيه ظرافة وعمق ، وسمعته يقول:
ـ حاول أن تنسى يا صديقي ، فلا شيء في هذه الحياة يهم..
أجبته وأنا ساهم:
ـ لا أصدق أنك تعني ما تقول!..
No comments:
Post a Comment