Thursday, March 4, 2010

البحث عن امرأة مفقودة - الفصل الثالث

عندما وصلنا إلى قسم الطوارئ ، صدم أسماعنا صوت بكاء شديد لطفل ، وتعلقت نظراتنا بشرطي يحتضن طفلا ملفوفا بغطاء صوفي فد اتسخت بعض جوانبه بالطين!..



تبادلت مع الدكتورة أحلام نظرة ، ثم بادرت الشرطي بالسؤال:


ـ خيرا.


تقدم الشرطي خطوات وقال:


ـ لقد وجدنا هذه الطفلة ملقاة في حديقة مسجد الإخلاص ، وجدها أحد المصلين وهو خارج من صلاة الفجر ، وأحضرها إلى قسم الشرطة ، وقد أرسلت بها لتفحصوها وتعدوا تقريرا عن حالتها الصحية ، ثم تحولوها على ملجأ الحنان للأيتام..


صدمني منظر الطفلة اللقيطة ، وثقب صوت بكائها الشديد فؤادي ، فشعرت بالحزن يتسرب إلى أقصى أعماقي ، أما أحلام ، فقد طغى عليها التأثر والانفعال ، فلم تملك دموعها التي انسابت في صمت..


تناولت أحلام الطفلة ، فضمتها إلى صدرها ، وراحت تهدهدها حتى تسكت وتهدأ ، ثم أمرت إحدى الممرضات بتنظيفها ، وشرعت بإجراء الفحوصات اللازمة لها.


ووقفت أرقب الطفلة اللقيطة في إشفاق.. كانت طفلة وديعة جميلة ، ورثت عن أبويها براعم جمال باهر بدت طلائعه في شعرها الذهبي ، وعينيها الزرقاوين ، ومحجريها الواسعين ، وبشرتها الناعمة البيضاء وقسماتها الدقيقة المنسقة..


ولفت نظري شيء مهم ، فسألت الدكتورة أحلام:


ـ كم تقدرين وزن الطفلة؟


ـ إني أدرك ما تفكر به.. وزنها وملامحها يدلان على أن عمرها يبلغ بضعة أشهر.


ـ هذا ما لاحظته فعلا ، إنها لم تولد للتو كما يبدو!..


ـ لقد تأخروا بوأد الفضيحة!..


قلت وأنا غارق في الشرود:


ـ وراء هذه الطفلة سر غامض أتمنى لو أكتشفه!..


ـ العالم مليء بالأسرار..


ـ لو كنت حاكما يملك ناصية الأمور ، لأمرت بإعدام أبويها فورا..


تمتمت أحلام وهي تضع الطفلة في الميزان:


ـ لم يعد الناس يفكرون إلا بجيوبهم وغرائزهم!..


وأحضرت إحدى الممرضات طعام الطفلة ، فجعلت أحلام تطعمها ، بينما كنت موغلا في التأمل ، أفكر في مستقبل طفلة فقدت جذورها ، لتنمو وحيدة وسط رياح الحياة العاتية ، عرضة للشقاء والضياع ، ولمعت في خاطري مقارنة طريفة بين أطفال ربتهم الوحوش في الغابة ، وبين بشر يتخلون عن أطفالهم بهذه السهولة والبشاعة التي تترفع عنها الوحوش..


وأثارني الحادث إلى حد الكآبه ، فغلى الغضب في عروقي ، وشعرت أمام ضميري بأني مطالب بشيء أقوم به من أجل هذه الطفلة البريئة.. مكلف بمهمة خاصة تخولني ملاحقة الجناة ، وبدأت أسعى وراء التفاصيل..






كان الشرطي الذي أحضر الطفلة ما زال ينتظر ، فتقدمت منه ، وسألته بعض الأسئلة ، فشرح لي كل الظروف التي أحاطت بالعثور على الطفلة اللقيطة ، وأضاف إليَّ معلومة مهمة زادت القصة إثارة!..


قال الشرطي : لقد وجدنا مع الطفلة مبلغا من المال ، وضعه الذين تخلوا عنها في كيس من القماش ، وعلقوه في رقبتها!..


مبلغ من المال؟!.. وهل تحركت في قلب الذين تخلوا عن الطفلة بقية من عاطفة أو ضمير ، فتركوا للطفلة ما يساعد من يعثر عليها على الاعتناء بها؟!..


أم أن وراء هذه الطفلة قصة أعمق من حادثة تقليدية لوليدة لقيطة تخلى عنها الجناة خوفا من الفضيحة؟!..


واقتحمت إحدى الممرضات أفكاري فجأة ، لتنبهني إلى حالة جديدة فد وردت إلى قسم الطوارئ ، وهي تشير إلى امرأة شابة تقف لدى الباب ، وتتلفت حولها وكأنها تبحث عن شيء!..

3 comments:

  1. والله بدك الصراحة,جد بدت تحلو القصة ...
    متابع معك للآخر :(

    ReplyDelete
  2. لا انا ما بحب هيك
    تقطيع و قصص
    انا بستنى الباقي
    ما تتاخر :)

    ReplyDelete
  3. Ahmaaaaaaaaaaad .. la tet2a55ar .. iam waitin

    ReplyDelete