Sunday, March 7, 2010

البحث عن امرأة مفقودة - الفصل السابع عشر

بذرة الحب التي ألقتها أحلام في قلبي بدأت تنفض عنها غبار الحيرة والتردد ، وتشق طريقها إلى النور ، وما فتئت تنمو وتكبر حتى أورقت بالأمل ، وأزهرت بالفرح ، وأفعمت أعماقي بعبق ساحر لذيذ.. بشيء كالنشوة.. كالحلم.. شيء غامض يدغدغ النفس بأشواق مبهمة ، ويمنح الروح رقة وخفة وقدرة على التحليق ، وكأنها طائر رشيق يرفرف بأجنحته في دنيا مسحورة ، كل ما فيها جميل وبهيج..



أهكذا يفعل الحب؟..


هذا ما راودني ، وأنا أستيقظ صباح اليوم التالي على طيف أحلام ، وهو يمس روحي مسَّاً لطيفا ، ليوقظها من رقادها ، ويطلقها في عالم من الصفاء الحبور..


وانبثق في أغواري تفاؤل عارم ، فشعرت برغبة للانطلاق .. للعمل.. للقاء الناس.. للضحك.. للطيران.. دخلت على أمي في المطبخ ، ورحت أساعدها في تحضير الطعام ، ثم حملت الأطباق إلى المائدة في خفة ونشاط ، وجلست مع والدي نتبادل الأحاديث كالأصدقاء.. لكأني أتذوق الحياة للمرة الأولى ، منذ متى لم أشهد اجتماع العائلة حول مائدة الإفطار!..


قالت أمي وهي تنضم إلى المائدة : لو كنت أعلم أنك ستكون ضيفا علينا هذا الصباح ، لأعددت لك فطورا يليق بك يا دكتوري العزيز..


وأردف أبي : يا لك من محظوظ.. تعيش في البيت كالضيف المدلل ، ونعامل نحن كمواطنين من الدرجة الثانية..


ضحكت في زهو كاذب ، وأقبلت على الأكل بشهية عجيبة أثارت دهشة أمي ، ولم يلبث إخوتي أن توافدوا وهم يضحكون ، وانهالوا عليَّ بتعليقاتهم ودعاباتهم..


ـ انظروا من سيفطر معنا اليوم..


ـ الدكتور صلاح معنا على مائدة واحدة؟.. غير معقول!..


ـ لم نرك منذ أسبوع ، فما الذي ذكَّرك فينا اليوم؟!..


ـ لا تخاطبوه وهو يأكل ، فقد يغص بالطعام..


ـ تبدو سعيدا هذا الصباح!.. هل منحك مدير المستشفى مكافأة جديدة؟


ـ بل قولوا : إنه مفلس ، وقد جاء يتقرب إلى أبيه من أجل بعض النقود.


ـ أطباء آخر زمن.. تراهم منفوشين كالطاووس ، وجيوبهم فارغة كجيوب الفقراء..


ـ صدقة لله يا محسنين..


لم أستسلم لدعاباتهم المفعمة بالود ، فكِلْت لهم الصاع صاعين ، وأمطرتهم بمزاح ثقيل ، فتعالت الضحكات البريئة الصافية ، وساد جو صاخب أليف مفعم بالبهجة والسرور..


واقترب موعد دوامي في المستشفى ، فمضيت إلى غرفتي ، واخترت أجمل ملابسي ، فارتديتها ، وأسرفت في التأنق حتى رضيت عن مظهري وهندامي ، ثم أقبلت على أمي وأنا أصفر في مرح ، فقبلت يدها ورجوتها أن تدعوَ لي ، فضحكت ، ووضعت كفا على كف ، وعلى شفتيها ابتسامة حائرة ، وسؤال صامت عن سر هذا التصرف المرِح الذي قمت به..


قال والدي وهو يحتسي قهوته : ما هذا الأدب الجمُّ الذي هبط عليك من السماء..


ردت عليه أمي : ابني مؤدب دائما ، أتغار لأنه قبَّل يد أمه ، و أهمل يد أبيه؟..


قلت له : لا تحزن ، سأقبِّل يدك أيضا..


ودنوت لأقبل يده ، فسحبها ، وأخفاها خلف ظهره..


قال وهو يميل إلى الجد:


ـ لا أحب أن أرى الرجال وهم يحنون هاماتهم ليقبلوا الأيادي..


قلت له أحاوره:


ـ إلا أيادي الآباء..


ـ ولا حتى أيادي الآباء..


ـ سأكتفي إذن بالجبين..


وانحنيت عليه لأقبل منه الجبين ، فمال برأسه إلى الخلف متهربا ، وهو يضحك ، لكني قبَّلته عنوة ، فارتسمت على شفتيه ابتسامة فيها حياء وامتنان..


قالت كبرى أخواتي متخابثة وهي ترمقني بنظرات ثاقبة:


ـ تصرفاتك اليوم عسيرة الفهم!


عطف أخي الأوسط على كلامها قائلا:


ـ بل قولي عسيرة الهضم..


قلت كالمرتاب:


ـ أيها اللئيمان.. ألا تطيقان أن تريا أخاكما الكبير سعيدا هذا الصباح؟..


قالت أمي وهي ترنو إليَّ في ود:


ـ الله يسعد أيامك كلها ، اذهب إلى عملك ولا تلق بالاً لدعاباتهم السخيفة..


قال والدي وهو يتجه إلى أختي بحديثه متظاهرا بالغيظ:


ـ لكم أكره التحيز.. أمك وأخوك الأكبر دائما متفقان!..


قالت أختي وهي تحاول الاصطياد في الماء العكر:


ـ هذا حلف لن يدوم ، غدا تأتي بنت الحلال ، فتخطف صلاح وتجره إلى جانبها ، وتضطر أمي للانحياز إلينا..


هتفت أمي وهي ترمي أختي بوسادة كانت بجانبها:


ـ أيتها البومة ، كلامك دائما يقطر بالتشاؤم.. أعاذنا الله من أفكارك السوداء..


وودعتهم وهم يضحكون ، ثم انطلقت بسيارتي في شوارع المدينة ، وأنا أحس فيها حياة لم ألمحها من قبل!..










*************










وصلتُ إلى المستشفى ، وأسرعت إلى غرفتي في جناح الأطباء المقيمين ، فارتديت ردائي الأبيض على عجل ، ثم مضيت في حماس ، ورحت أهبط الدرج بخفة ومرح ، وفي أعماقي شوق جارف لرؤية أحلام..


واستقبلني هاني ببشاشته المعهودة ، وراح يثني عل أناقتي فيما يشبه اللمز ، ويسألني في خبث عن سر اهتمامي الزائد بنفسي!..


تجاهلت تعليقات هاني ، ورحت أتجول في الممرات والغرف باحثا عن أحلام.. ولكن أين أحلام؟ لقد مضى على بدء الدوام أكثر من نصف ساعة ، ولم تظهر!.. لو أنها حضرت لصادفتها وهي داخلة أو خارجة أو مشغولة بالمرضى والمصابين!..


وشعرت بانقباض ممض يقرصني من الداخل ، وتحولت نظراتي من التفاؤل إلى القلق.. سألت عنها ، فأخبروني بأنها قد اتصلت بمدير شؤون الموظفين ، وأعلمته بأنها لن تحضر هذا اليوم ، لماذا غابت يا ترى؟ شغلني هذا السؤال برهة وأنا أفكر في أمر غيابها.. هل تشكو من مرض؟ أم شغلتها مناسبة طارئة؟ إنها طبيبة مثابرة وقلما تغيب! لماذا غابت اليوم بالذات؟..


ولسعني خاطر مزعج أثار حفيظتي ، وبدد هدوئي.. لعلها نادمة لأنها تسرعت بالبوح لي بما يؤرق صدرها من حقائق وأسرار!.. هذا ممكن جدا.. فأحلام الرقيقة المرهفة ، لا تستطيع أن تبدو أمامي ابنة مجرم.. هذا الإحساس لابد أنه يعذبها.. قد يجعلها تندم على اعترافها لي ، ولكن.. أنا لم أجبرها على الاعتراف!.. كان بإمكانها أن تحتفظ بالسر الخطير الذي أطلعتني عليه ، وتدفنه في صدرها ، لكن أعماقها الطاهرة لفظت هذا السر.. لم تستطع أن تخفيه إلى ما لا نهاية ، أرادت أن يحمله معها إنسان آخر ، وكنت أنا هذا الإنسان..


وتفاقم القلق في أعماقي ، وعصف غياب أحلام بكل الأفراح التي كانت ترفرف داخلي ، فأظلم المستشفى في عيني ولم أعد أطيق البقاء فيه..


انتبه هاني إلى التغير الذي طرأ عليَّ ، فراح يسألني عن سر اضطرابي ووجومي ، لم يكن هناك ما أجيب به..


قلت له فجأة:


لن أداوم اليوم ، سأذهب لأوقع إجازة..


نظر هاني إليَّ في دهشة ، وتساءل:


ـ لماذا الإجازة؟ منذ قليل حضرت إلى المستشفى بنفس مفتوحة ، وحماس للعمل!..


رمقتُ هاني بغضب ، شعرت بأنه قد فهم سر اضطرابي فأراد أن يحرجني بالسؤال ، هتفت بعصبية ظاهرة:


ـ لا أريد أن أداوم اليوم ، هل هناك مانع؟


ضحك هاني وقال:


ـ أنت تتصرف اليوم كطفل ، أحلق شاربي هذا إن لم يكن وراءك سر..


قلت وأنا أمضي:


ـ أنت لا تتقن سوى الثرثرة..


هتف هاني وهو يتحول إلى الجد:


ـ صلاح لا تستطيع أن تغيب اليوم ، بعد ثلاث ساعات سينتهي دوام الأطباء الذين يعملون معي ، ولن يبقى في القسم أحد غيري..


استدرت ووقفت مترددا ، قلت له بعد تفكير قصير:


ـ ثلاث ساعات تكفي.. سأعود..










وغادرت المستشفى بغير الوجه الذي جئت به إليه ، تطاردني وحشة خانقة ، أحسست لأول مرة في حياتي أني وحيد ، لا تربطني بهذا العالم سوى فتاة واحدة اسمها أحلام..


وانطلقت بسيارتي في شوارع المدينة الصاخبة أبحث عن مخرج من هذه الوحدة القاتلة التي راحت تضيق ، وتضيق ، حتى كادت تسحق فؤادي بين جدارنها المظلمة..


هل حدث كل هذا لأني افتقدت أحلام؟..


وعادت الهواجس المزعجة تجوس في نفسي ، وتزرعها بالقلق والضيق..


لماذا غابت أحلام؟.. أتكون حقا نادمة على بوحها لي؟.. مسكينة هذه الفتاة ، كم تعاني!..


وقفزت إلى ذاكرتي كلمات أحلام الحزينة ، فَرُحْتُ أسترجعها كلمة كلمة.. "حاولت أن أنسى لكني لم أقدر.. ضميري رفض أن يسكت.. ظل يلسعني بسياط اللوم والتعنيف.. يهتف بي أن أفعل شيئا.. أي شيء.. لكني ضعفت.. انهزمت.. عشت أيامي التالية كريشة تائهة.. شعرت بأني غصن مكسور.. أحسست أني لقيطة!.. نعم لقيطة.. كلقيطتك التي شغلتنا به منذ أسابيع"..


وتداعت خواطري فحملتني إلى الطفلة اللقيطة التي شغلني لغزها زمنا غير قصير ، وراودتني فكرة زيارة الطفلة فتحمست لها ، واتجهت بسيارتي إلى ملجأ الحنان للأيتام ، لأطمئن عليها..


وصلت إلى الملجأ ، ومضيت إلى مكتب الإدارة ، فوجدت فيه امرأة كهلة تقوم على إدارته ، رمقتني المديرة من فوق نظارتها المنكسة ، ثم رفعت نظارتها ، وأحكمت وضعها فوق عينيها ، وهمست فيما يشبه السؤال:


ـ تفضل..


قلت وأنا أتقدم منها بهدوء:


ـ الدكتور صلاح الحكيم..


ـ أهلا بك ، هل من خدمة؟


تلعثمت فجأة ، ولم أجد الصيغة المناسبة لإبداء رغبتي:


ـ أريد أن.. في الحقيقة.. جئت في الواقع للسؤال عن طفلة لقيطة حدث أن حولناها لكم منذ أسابيع ، أريد الاطمئنان عليها فقط!..


سألتني بلهجة حازمة:


ـ هل أتيت لتطمئن عليها بصفة رسمية؟


بوغت بالسؤال ، فأجبت:


ـ لا . أبدا..


رمقتني بنظرة لا تخلو من الشك ، فضولي ليس من النوع المستساغ!..


سارعت لتبديد شكوكها..


ـ كل ما في الأمر أني كنت موجودا عندما أحضروها إلى المستشفى ، وكان لقصتها أثر في نفسي ، فجئت اليوم لأطمئن عليها..


كلماتي لم ترفع وشاح الشك عن نظراتها.. قالت وهي تشملني بنظرة فاحصة:


ـ شعور طيب منك يا دكتور أن تسأل عن طفلة بريئة أهملها أبواها.. هل تعرف اسمها؟


ـ في الحقيقة جئت إلى هنا عفوا دون سابق تخطيط ، لكني إذا راجعت استمارات النزلاء لعرفتها على الفور..


قالت وهي تطوي ورقة كانت قد انتهت من لتوها من كتابتها:


ـ لكن استمارات النزلاء سر من أسرار الملجأ ، لا يجوز لأحد الإطلاع عليها..


قلت في محاولة أخيرة:


ـ على أية حال هي طفلة معروفة ، إنها الطفلة التي وجدت ملقاة في حديقة مسجد الإخلاص ، وقد أعلن عن اكتشافها في جريدة الأيام ، لابد أنك تذكرينها..


نظراتها لم تمنحني صك البراءة بعد ، لكنها دخلت معي في هدنة مؤقتة حتى تعرف نهاية فضولي ، ضغطت على زر كهربائي بجانبها ، فانطلق من خارج الغرفة رنين قريب ، ما لبث أن جاء على صوته رجل كهل يعمل مستخدما في الدار..


ألقت المديرة أوامرها بلهجة صارمة:


ـ محمود.. دل الدكتور على الطفلة بارعة . إنها في القاعة الثالثة عند الآنسة نورا..


تساءلت بغير قصد:


ـ هل سميتموها بارعة؟


قالت المديرة بنبرة جافة وهي تعود إلى أوراقها:


ـ لابد لكل إنسان من اسم يعرف به..


لهجتها لم تعجبني ، شكرتها ببرود ، ومضيت مع العم محمود إلى المكان الذي ذكرته له ، فقادني إلى قاعة فسيحة ، تصطف على جانبيها أسرَّة الأطفال.


استقبلتنا الآنسة نورا المشرفة ، شيء ما تحرك داخلي نحو الآنسة نورا!.. وجدت في ملامح وجهها ملامح وتعابير مألوفة أذكر أني رأيتها من قبل!.. ولكن أين؟ لا أدري!.. رحبت بنا الآنسة نورا بابتسامة لطيفة سرعان ما خبت عندما رأتني ، مما عزز عندي شعوري بأننا قد التقينا في مناسبة سابقة!..


قال العم محمود للآنسة نورا:


ـ الدكتور يريد الاطلاع على حالة الطفلة بارعة ، المديرة أوصت بذلك..


تقلصت ملامح الآنسة نورا ، وعاث القلق في عينيها ، وبدت كالتي وخزها مغص أو ألمَّ بها وجع!.. و ندَّ عنها تساؤل هامس لم أجد له معنى:


ـ بارعة؟


تدخلت موضحا:


ـ نعم . الطفلة التي جاءتكم من مستشفى ابن النفيس ، لقد كنت أحد الأطباء الذين ساهموا في الإشراف على علاجها ، وقد أحببت أن أطمئن عليها..


كان استقبال الآنسة نورا لكلماتي غامضا! بدت مستاءة أو مضطربة ، استرجعت كلماتي لأتأكد إن كان فيها ما يسيء ، فلم أجد أني قد تفوهت بكلمة نشاز!..


قالت الآنسة نورا بنبرة شابها شيء من الارتباك:


ـ تفضل معي..


مضيت خلفها وأنا أكابد حيرة مزعجة ، حملت الآنسة نورا الطفلة بارعة برفق ، وقدمتها لي ، تناولت الطفلة ، وجعلت أتأملها بإعجاب.. لقد تحسنت صحتها تحسنا واضحا ، وأشرق وجهها بوسامة فاتنة وجمال باهر.


رنت الطفلة بعينيها الزرقاوين وكأنها ترنو إلى صديق ، ورفرفت على شفتيها ابتسامة عذبة.. لكأنها تعرف من أنا ، وتدرك مدى اهتمامي بها!.. وانتظمني تيار من الحنان ، فانحنيت على الطفلة وقبلتها ، ثم التفت إلى الآنسة نورا لأشكرها على رعايتها الممتازة لأطفال الملجأ ، فوجدتها ترمقني بعينين دامعتين..


تعلقت نظراتي بدموع الآنسة نورا.. هذا الوجه ليس غريبا عني ، وهذا الجمال الذي يتوهج بأشعة الحزن له جذور في ذاكرتي! ولكن.. متى كان اللقاء وأين؟.. انتبهت الآنسة نورا لنفسها ، فاستدارت ، ذات اليمين ،وكفكفت دموعها بصمت ، همست مثنيا:


ـ أنت رقيقة أكثر مما ينبغي يا آنسة.. شيء جيد أن توفر الدار مشرفات يملكن هذا القدر من الحنان ورهافة الحس.


شكرتني الآنسة نورا بصوت متهدج ، وانفلتت هاربة تخنقها الدموع..


قلت للعم محمود:


ـ هل أنا أول إنسان يقبل طفلة في ملجئكم هذا؟!..


ضحك العم محمود وقال:


ـ لست الأول ولا الأخير ، لكن الآنسة نورا فتاة رقيقة ، ودمعتها سريعة.. إنها فتاة طيبة تعمل بجد ونشاط ، وتمنح الأطفال رعاية فائقة ، وكأنها أمهم التي أنجبتهم..


قلت وأنا أعيد الطفلة إلى سريرها:


ـ هذا الملجأ يقوم بجهد مشكور..


ثم مضيت بصحبة العم محمود إلى مكتب المديرة ، لأشكرها ، وأودعها..


طرقت باب المديرة ، ودخلت ، فوجدت الآنسة نورا عندها , شعرت بأن دخولي قد زرع الصمت في أرجاء الغرفة ، وقمع شفاها كانت تتداول حديثا خاصا ما كنت لألحظ أهميته ، لولا الاضطراب الذي طرأ على كلتا المرأتين لدى دخولي المفاجئ!..


فما إن دخلت حتى تشاغلت المديرة بالكتابة ، وراحت الآنسة نورا تداري ارتباكها بتقليب صفحات مجلة التقطتها فجأة من فوق منضدة قريبة!..


قلت وأنا أكابد شعورا بالذنب:


ـ آسف , لقد دخلت دون استئذان ، أرجو أن تعذراني..


قالت المديرة:


ـ ليس هناك ما يدعو للاعتذار ، هل اطمأن قلبك على الطفلة؟..


ـ أريد أن أعبر عن تقديري للعناية الفائقة التي يلقاها الأطفال في هذا الملجأ..


تبادلت المديرة نظرة مع الآنسة نورا ، ثم قالت:


ـ الفضل يعود إلى المشرفات القديرات اللواتي يقمن بواجبهن على أتم وجه..


قلت وأنا أرمق الآنسة نورا باحترام:


ـ إني أعترف.. من خلال الآنسة نورا على الأقل!..


4 comments:

  1. شكلة الليلة راح انام بدون قراءة !!! :$

    ReplyDelete
  2. الرواية خلصت.. خلصتيها ولا بعدك؟

    ReplyDelete
  3. لا لسا ما قرأت ولا فصل بعد هاد :$
    ما انت الله يسامحك حطيتهم مرة وحده
    بس ان شاء الله راح اقرأهم كلهم وقريبا :)

    ReplyDelete
  4. طب يلا لحقي حالك لراوية التانية بللشت:P

    ReplyDelete